إنسان جديد



روعة

لقد فقدت شغف الحياة والمتعة بعد كل ما مررت به من ظروف سابقة ومشاكل واضطرابات نفسية ناجمة عن صدمات عاطفية، عائلية، اقتصادية، سياسية واجتماعية متمثلة برفض مجتمعي  لكل ما أفكر فيه وأحاول تطبيقه. 

وأدركت أنه لمن الصعب بعد مرور هذا الكم من السنين تخيل أن بالامكان أن يعود لي الشغف من جديد للحياة ومتابعة التفاصيل الصغيرة عن كثب، أن تعود تلك الأفكار السامية عن الحب والعشق والصدق والثقة، أن أرى نفسي إنساناً مقبولاً مجتمعياً مع كل ما أحمله من أفكار أو أن أكون مرغوباً ولو لمرة واحدة. 

أن أعود لمدينتي الفاضلة. 

نعم، لقد تملكتني الكثير من الأفكار المثالية، المطلقة، المجردة والبعيدة كل البعد عن تصرفات جميع البشر الخطائيين، الكاذبين، الأنانيين والجشعين. 

لم أدرك أن وجود المثاليين في الحياة لا يكاد يذكر. 

إنه لمن الأسف، أن تعيش معظم حياتك في أحلام أفلاطونية وتصدم بالواقع المرير، لكن بالرغم من كل السلبية في الحياة التي تعيشها سيأتي ذلك الشخص الذي يقبل أفكارك، يقدر اختلافك، يرى فيك كل ما هو غير موجود في حياته. 

ذلك الشخص، ذلك الملاك، ذلك المخلص، ذلك المنقذ، ذلك الدواء... أطلق عليه ما شئت من مسميات،  كن ممتناً على قدر ما تستطيع لوجوده في حياتك، حاول البقاء بجانبه قدر ما استطعت والأهم من كل هذا أن تجعله متيقناً بأهمية وجوده في حياتك وأن تحسسه بكل المشاعر التي تكنها له. 

عندما تحدث أوشو عن العشق، الحب، الوله أو الجنس... سمه ما شئت لكن تأكد من احتوائه للمشاعر الحقيقية، الصادقة والخالصة لشخص ما، لقد خلص بملخص يقول فيه: أن كل مشاعر الشغف الصغيرة واللمسات العابرة من اللعب بالشعر وتشابك الأيدي وملامسة الوجه والأطراف، لهي مشاعر مؤقتة تمر معك فترة مراهقتك وتنتهي بنهايتها ويجب عليك الاستمتاع بها خلال تلك الفترة من حياتك وإن فاتتك فهي قد فاتتك للأبد. 

لقد أصبت بالكآبة عندما قرأت ما قاله أوشو في مقال عن حقيقة الجنس، لكن كان كل ما قاله بالنسبة لي حقيقياً ومنطقياً حينها. وبدأت أشعر بأن حياتي تفوتني، وأنا إنساني مليء بالشغف والحب. 

لم أدرك يوماً ولم أعتقد أنه من الممكن بعد كل تلك السنين أن يعود لي الشغف من جديد لكل تلك التفاصيل الصغيرة، الآن عندما أفكر في روعتي، تتبادر لي رغبة مفرطة لكل جزء من أجزاء جسدها، لكل تفصيل من تفاصيلها، لكل ميليميتر من جلدها. 


خاطرتان في ظرف يومين! نعم لم أكتب منذ زمن بعيد لكن الآن أحس بأن روحي وشغفي تعودان لجسدي من جديد. 

صفحة جديدة، إنسان جديد

تشي 

روعة


 

روعتي (روعة)

تتمة لموضوع كتب في الماضي بعنوان "روعة سري الصغير"

 

روعة هي فكرة الأنثى المثالية التي تحمل نفس الكم من المشاعر تجاهي، لم أكن يوماً  أنتظر دخولها في حياتي ولا حتى تواجدها بالقرب مني. هي كانت فكرة، حلم، هوس يأكلني من الداخل ويستنزف كافة أفكاري. 


روعة بجمالها ورونقها وبكامل أنوثتها تملكت أقوى مشاعر الشغف، الحب وحتى الوله لدي. 


كتبت فيما سبق:"عَزيْزتي، كمْ من المشاعر المدفونة تحمل هذه الكلمة، من الآن وصاعداً لن أطلق هذا الاسم على أي أنثى أخرى حتى أجد من تطابق المواصفات التي أحلم بها وبما أني أحلم بأشياء غير موجودة في واقعي فإني مطمئن بأني لن ألقاها مجدداً ولن أغرم بها من جديد، هذا الاسم كبير جداً لأنني سأعطيه أغلى ما أملك وأنا مستعدٌ للتضحية بكافة أفكاري، معتقداتي، عاداتي، تقاليدي وكافة ما أملك لأجل سعادته ولأجل ارضائه..." 


غاليتي، عزيزتي، حياتي، روحي، عشقي.. تلك كلمات تصف كيانا ثمينا في حياة معظم الناس لكنني لا أعتقد أن كل هاته الكلمات تكفي لوصف ماهية الإنسان الذي أحلم بلقائه كل يوم وأفكر فيه في كل لحظة من حياتي. نعم من منظوري كلمة روعة، أرق وأجمل وأسمى من كل كلمات الغزل والحب الأخرى. 


لا يوجد كلام في مخيلتي يصف أهمية وجود روعة في حياتي 

لمساتها وهمساتها

دفئ قلبها وجسدها 

خجلها وجرأتها

جنونها واتزانها 

إنها كل ما لم استطع امتلاكه طيلة كل ما مضى من سنين حياتي الحزينة، نعم من يقرأ ما أكتب يحس بكم الحزن والأسى في كتاباتي والتي قد تنبع جميعها من مكان واحد وهو عدم وجود روعة بالقرب مني. 


"الحب أعمى" من منظور اللغة العربية فهذه الجملة قد تحمل معنيان: الأول، أن الحب بحد ذاته أعمى ولا يرى أو لا يستطيع تميز الوقائع والأحداث من أمامه. أما الثاني، أن الحب يعمي كل من يقع به، وبذلك فإن كل من يقع في فخ الحب لن يستطيع الرؤية من بعد ذلك. 


تعد الرغبة وأقصد هنا أن تكون مرغوباً، أن تكون محل اهتمام، أو حتى أن يعجب بك أحدهم من أجمل المشاعر البشرية التي من الممكن تلقيها ممن حولك. 


لقد انتقدت في الماضي ذاك الحب الأفلاطوني المثالي الذي يزدهر بين شخصين مغرمان ببعضهم البعض من أول نظرة ويكنان لبعضهما البعض نفس كمية المشاعر الدفينة من شغف وحب. 


لكن تخيل معي للحظة ما إذا ما كانت هذه الرغبة من الشخص الذي طالما حلمت به، من أول لقاء بينكما ومنذ أول نظرة بين عينيكما! 

تخيل أن كل خطوة لك باتجاه هذا الشخص تقابلها خطوة من طرفه باتجاهك،  

تخيل أن كل كلمة غزل تخرج من فمك إلى أذنيه تقابلها كلمة غزل بالاتجاه المعاكس،  

تخيل أن كل لمسة عفوية تسرقها منه تقابلها لمسة أخرى يسرقها منك، 

نعم هذا هو الحب الأفلاطوني الذي طالما أنكرت وجوده كما أنكر وجود معظم الأشياء ذات الاحتماليات الضئيلة (المستحيلة الحدوث على أرض الواقع). 


تخيل الآن مقدار سعادتك ودهشتك عندما تقابل هذا الشخص في حياتك للمرة الأولى وترى تلك العلاقة تزدهر أمام عينيك.

تخيل أن تكون في أسوأ ظروفك الممكنة وتجد ذاك الإنسان القادر على تقديم الحب لك فقط لأنك أنت. لا لكونك كذا وكذا أو تمتلك كذا وكذا. 


لا تفقدوا أملكم في الحب حتى لو بعد حين، أعطوا كل ما تستطيعون لمن تعتقدون أنه شريك حياتكم المثالي وتمسكوا ببصيص الأمل بأن يكون هو المختار أن تكون هي روعة خاصتكم. 

نعم ستصادفون الاستغلالين، الكاذبين، المخادعين وحتى الخونة، لكن هناك فرد لكم في هذه الحياة 


صدقاً، لا استطيع اكمال كل ما يجول في خاطري 

مضى زمن بعيد عن الكتابة بالنسبة لي، وقد يمضي زمن آخر 

لم يعد هناك من يقرأ