روعة سري الصغير




رَوْعــَــةْ .. سِرِّيْ الصَّغِيْر

لمْ أعد أحتمل أكثر من ذلك هذا كافٍ بالنسبة لي .. يستطيع الإنسان بطبيعته أن يُخفيَ العديد من الأشياء في حياته وخاصة أفكاره الخاصة وتصوراته الخاصة عن بقية الناس من حوله .. إخفاء الأشياء بقدر ما لها من كبتٍ للنفس وقتل لطبيعة الكائن البشري الإجتماعية والتي تريد الكلام والمزيد من الكلام في كل يوم بقدر ذلك فهي مفيدة جداً في مجتمعٍ شرقي لا يعطي الإنسان حقه حتى بالحُلمْ .. إن مجتمعاً تحاسب فيه على أفكارك من قبل من حولك لهو مجتمع عجيب ولا ينتمي لباقي المجتمعات وسُمِّيَ لأسباب عديدة متخلفاً لن أخوض في فكر المجتمعات واجتماعيتها على الأقل في هذا الموضوع لأن لدي شيئاً خاصاً بي وأكترث له بشكل أكبر

لدي الكثير من الأسرار التي لا يعلمها إلا القليل القليل وهذه الأسرار موزعة على عدّة أشخاص من حولي لأني أقنع بأن لا أحد قادراً على تحملها كلها دفعة واحدة لأنه سيوقن بأني مريضٌ لا محالة .. وعندها ستتغير طريقة تعامله لي ليُشفِقَ علي وأصبح أنا ضحية مجتمع بنظره أو ضحية لأفكاري المشوشة واللامتماشية مع عادات وتقاليد هكذا مجتمع وهكذا مجموعة من الناس أعيش في داخلها بمحض صدفة الطبيعة واحتمالات الوراثة

رَوْعَتي هذا الشيء -ولن أقول الإنسان- الذي يخصني أنا وأنا فقط .. لا أعرف لمَ الآن -سواء أكان بالنسبة للفترة هذه أو بالنسبة لليوم هذا أو حتى للساعة هذه قبل شروق الشمس- لا أعرف لكنني وجدت نفسي أستمع لـ إنيغما (فرقة للموسيقى الإلكترونية أو موسيقى العصر الجديد) وبدأت الكتابة وبدأت الأفكار تأتي مسرعة وأصبحت ألاحقها بسرعة لأكتبها في هذا الموضوع .. قليل من الجوع والنعاس لكن لن أتحرك لأفعل شيئاً إلى أن اقتنع بأني أكملت معظم هذا الموضوع

رَوْعَتي كبداية فقط .. لم تكن يوماً موجودة بما تحمله الكلمة من معنى لكن لدي أمل كافٍ لأنتظرها حتى تأتي .. بجمالها ورونقها وبكامل أنوثتها تستولي على أقوى مشاعري بكل هذا وأكثر فأنا لم أراها حتى الآن أمامي ولم أطلق عليها اسم رَوْعــَــةْ وبالمناسبة هو ليس اسماً لشخص متواجد في حياتي

عَزيْزتي كمْ من المشاعر المدفونة تحمل هذه الكلمة .. من الآن وصاعداً لن أطلق هذا الاسم على أي أنثى أخرى حتى أجد ما يطابق مواصفات ما أحلم به وبما أني أحلم بأشياء لا موجودة في واقعنا فإني مطمئن بأني لن ألقاها مجدداً ولن أغرم بها من جديد .. هذا الاسم كبير جداً صحيح بأني أعطيه أغلى ما أملك صحيح أني مستعدٌ للتضحية بكافة أفكاري وكافة ما أملك لأجل سعادته ولأجل ارضائه لكنه رغم ذلك كان من الخطأ أن أطلقه على أحد دون أن يفهم معناه دون أن يحمل أي فكرة عن هذه الكلمة وما يكون شكلي عندما اسمعها وعندما أفكر بها وبهاذا الكيان

حتى أفهم فقط .. رَوْعــَــةْ : هي كلمة انتقيتها من الكثير من الكلمات الجميلة التي يستخدمها العشاق في استمالة قلوب بعضهم كـ(عزيزتي , حياتي , غاليتي ... إلخ) لكنني فضلت هذه الكلمة لوقعها في قلبي فأنا أعشقها منذ سماعها , هذه الكلمة مثلت في حياتي كياناً لانسان مستقبلي سيكون كما يقول الكثيرون نصفي الثاني في حياتي وكما أقول أنا سيكون الشخص الأول الذي أؤمن بمعظم ما لهذه الكلمة من معنى وقد يقول الكثيرون بأني لا أعرف معناها لكني أعرف الإيمان أكثر مما تعرفون لكنني لست مؤمناً بإيمانكم , هي عبارة عن شخص افتراضي يعيش في حياتي ويستمع لي في كافة الأوقات حتى عندما تظنون أني أكلم نفسي وحيداً وعندما أضحك وأبكي معه هو بجانبي إن أراد أحدٌ ذلك أم لم يُردْ هذا الشخص الذي أوليه كل اهتماماتي وكل عواطفي وكل تفكيري .. هذا الشخص الذي يطفو فوق كل شيء في حياتي وفوق كل مشاكلي وكل عقدي النفسية .. هذا الشخص الذي يسمو فوق الحب ذاته الذي تعرفونه

هذا الكلام كله حتى أفهم أنا عندما أواجه نفسي وعندما أجلس مع نفسي أتكلم عن رَوْعــَــةْ أعرف عن ماذا أتكلم أنا الآن لا أعرف عن من أتكلم وقد لا أعرف مطلقاً وقد تكون فترة وجيزة حتى أعرف لأني تخيلت أني أعرف رَوْعــَــةْ واحدة في حياتي مقترنة بهذا الاسم العظيم وبهذا الكيان الذي له وله وحده الحق بأن يَسلبَنِي كل ما أملك لأجل سعادته وبالمقابل سعادتي هذا الشخص الوحيد الذي يحق له أن يَسلبَنِي شهوتي ويبقى هو المسيطر على مشاعري .. هذه الرَوْعــَــةْ الوحيدة التي كنت أقرنها بهذا الكيان اكتشف الآن وأنا أكتب هذه الفقرة وبعد وضعي مفهوم رَوْعــَــةْ اكتشف بأني عرفت شخصاً آخر في حياتي كان يملك كل هذه الصفات لكنه لم يكن رَوْعــَــةْ لسبب بسيط أني لم أكن أعلم بهذا الاسم ولم أبتكره لنفسي حتى ذلك الحين هذا الشخص الآخر كان شيئاً جميلاً ولا أنكر أنه كان كل شيء بالنسبة لي يبدو مشابهاً جداً لرَوْعَتي لكنه الآن انتهى واعتقد أنها النهاية بيننا لأن له كيانه المستقل الآن وله مشاعره وهذا ما يجعله مختلفاً عن رَوْعــَــةْ 

أيضاً بعد نهاية ما بدأته مع رَوْعــَــةْ المطابقة بالمعظم لافتراضاتي والتي كانت كل شيء في حياتي اطلقت هذا الاسم على شخصين آخرين لا أعرف لم أذكرهما الآن لكني لا استطيع إنكار ذلك .. وبعد هذا التعريف لنفسي بدأت أدرك كم كنت مخطئا وكم كنت متسرعاً باعطاء كيان رَوْعــَــةْ لأشخاص في حياتي حتى الشخص الذي ابتكرت هذا الاسم لأجله لم يكن يستحقه لأنه بكل بساطة لم يكن مستعداً ليعطي بالمقابل شيئاً


عندما تعطي شخصاً كل ما تستطيع من مشاعر ومن أسرار وحتى من وقت للتفكير ولا يبادلك الشعور فاعلم أنه ليس الشخص المناسب

عندما يتبادر هذا الشخص لذهنك كل ليلة وعندما تحلم به دائماً وتخبره بكمِّ المشاعر التي تنتابك عند التفكير فيه ولا يخبرك شيئاً بالمقابل فاعلم أنه ليس الشخص المناسب

عندما تقدس شخصاً لدرجة عمياء وترى أخطائه صواباً ويظل هو يذكرك بكل ما لك من أخطاء ولا يخبرك بصوابٍ فعلته فاعلم أنه ليس الشخص المناسب

عندما تجلس معه بعد عدة سنين ويظل خائفاً منك ومن الجلوس وحدكم فاعلم أنه ليس الشخص المناسب - كملاحظة جانبية فقط فانك تعرف كم ثمن ما يملك في مجتمعنا وتعلم أيضاً أن الخطأ معه قد يفضي بكارثة يجب عليه أن يؤمن بك وباخلاصك له لأنه حتى هو نفسه لا يكترث لنفسه بقدر ما تفعل أنت فاعلم أنه ليس الشخص المناسب

عندما تكون قادراً على كبت مشاعرك لأجل مصلحته فقط (هنا لا أعني مشاعر الحب بل مشاعر العشق) ولا يزال لا يؤمنك على نفسه فاعلم أنه ليس الشخص المناسب

عندما يتعامل معك كصديق أو كحبيب اعلم أنه ليس الشخص المناسب

عندما تسأله عن أحواله وعن حياته بعد غياب يومٍ واحد ويقول لك أنا جيد الحال ويصمت اعلم أنه ليس الشخص المناسب

عندما يحمل كمية كبيرة من المشاعر تجاهك ولا يكون قادراً بعد كل هذا أن يخبرك بذلك اعلم أنه ليس الشخص المناسب - فهو يحرمك من أكثر ما تحتاج

إن أخذت هذه الجمل وبدأت بمطابقتها على كل شخص يمر في حياتك فاعلم أنك لن تجد الشخص المناسب