إنتهيت لحظة بدايتي

لأن الفهم أصبح صعباً جداً علي وعليكم ... قررت النظر في ما يمر بي
لأن الحياة أصبحت قاسية جداً ... قررت بدء حياة جديدة ليست لي لكنني سأعيشها 
لأنني أرفض ما كُتبَ مسبقاً في اللوحِ المحفوظ ... قررت إحراق أوراقٍ تحتويني فيه 
لأنني لا أحب الصدف والحظ ... قررت تسطير صفحات جديدة لتكتبَ من جديد
لأنني لم أؤمن قط بأشياء اسمها المسَلّمات..قررت صياغة نظرياتي الخاصة من جديد
لأنني أستمع الآن لموسيقى بيتهوڤن ... قررت أن تكون لي بداية ايقاعية في كل شيء
لأن كلمة لأن عامة وكلمة لأنني تخصني أكثر..ضاعفتها بكلماتي مذ بدأت أكتب

بصدقٍ أنا أحسد الكثير الكثير منكم ... لا أحسد أحداً لماله ولأملاكه لأنها ضد مبادئي الشيوعية ... لا أحسد أحداً لجماله ورونقه ولخطفه مني أجمل جميلاتي لأن الطبيعة لها الأحقية في وضع الإحتمالات ... لا أحسد أحداً لصحته الجسدية والنفسية التي افتقدتها مذ كنت صغيراً ليس لأنني أؤمن بالقدر طبعاً ... أنا أحسد الكثيرين فقط لـ"حريةِ اختيارٍ" ولدت بولادتهم وكبرت معهم وأصبحت من حرياتهم الشخصية لا أندم أبداً لخيار قد فرض علي مسبقاً صحيحٌ أني أملك قوة لا بأس بها لردع أي نظام يفرض علي (لأنني بفطرتي معارض) لكنني ولمرة واحدة فقط لم أستطع ... حين يهيء لك أن حياتك ستبنى على قرار واحد أو تهدم على إثره يجب عليك القبول به ليس لأن نفساً برجوازياً عصف بي حينها (لأنه عصف بعدها) ... قد يكون فهمي صعباً ولنقل حالياً هو مستحيل لكنني سأطرح ما اقدر على طرحه حتى تتقبلوا ما قمت به أو لنقل تعذروني قليلاً على ما قمت به لأنكم تعنونني كثيراً ... وهو ما قد أنهى مشروعاً (هو مشروع حياتي) كنت أسميه أملاً للتغير

تتكاثر القرارات بتكاثر الخيارات وبعد فوات الآوان يأتيكَ الكثيرين يقولون أن تتحمل المسؤولية عما حصل جميل جداً ... كيف لا أتحملها والذي حصل قد كان من تحت يدي كيف لا وأنا بالغٌ عاقلٌ كما يقول الكثيرين ... لا تطلبوا مني الإختيار الآن خاصة بعد أن رُسمت حياتي بأيدي الكثيرين منكم لا أؤمن بالندم ولا أؤمن أيضاً بكلمات الأسف أؤمن فقط بإصلاح الأخطاء لأنك عندما تصلح أخطائك تغفر ذنوبك ... الآن كما يقال هناك مفترق كبير في حياتي كما قلنا سابقاً عند دخول التوجيهي وكما قلنا قبلها عند دخول الجامعة أو لنقل الجامعتين أو لنقل الآن الجامعات مفترقات كثيرة كانت في حياتي بدأت أشك بأنني في متاهة جميعها مفترقات وتعود بي لنفس المفترق ... لم أعد أقدر على تحمل نتائج قراراتي المبنية على أسس أخرين وعلى شروط الكثيرين 

أواجه الآن ضغوطاً كبيرة في حياتي كلها تصب في بناء "مستقبلي" ! حتى هذه الكلمة أصبحت لا تخصني أنا ... لأن الكثيرين يؤثرون و يتأثرون بها قد أكون لا أستطيع الجلوس معكم الآن ومناقشة وضعي والخروج بقرار يجمع عليه الكثير قد يكون صحيحاً وقد يكون خاطئاً لكنه بالإجماع وعند كثرة الآراء والثبوت على قرار واحد إحتمال كونه صحيحاً يكون أكبر بكثير من إحتمال كون قراري لوحدي صحيحاً ... الطرق مبهمة الآن لا أقدر على الإختيار أقولها وبصدق وللمرة الأولى ولربما تكون الأخيرة لا أستطيع تحديد وجهتي وكيفية كون حياتي المستقبلية عرض علي الكثير من الخيارات ووُعِدت بالكثير من الوعود الكاذبة والآن أحاول التشبث بوعودٍ جديدة ليس لها أرض خصبة تبنى عليها ... خيار الضياع أمامي الآن والنظر إليه مخيفٌ جداً لكن نهايته قد تكون مفرحة جداً أو قد ينتهي بي الأمر بالمجهول

مفاهيم سأعيد النظر بها ... الرحمة والعطف والحنان ... مع أسفٍ شديد قد وضعتني الطبيعة بحكم احتمالاتها في أبأس الحيوات العائلية أنهي واحدة وأبدأ أخرى ... عندما انتهت طفولتي وبدء فهمي لما يدور حولي بدأت أكتشف بأني بائس ولكنني بفطرتي مبتهج وهذا أخفى الكثير من أحزاني لم تخفَ على البعض لأنهم اقتربوا مني أكثر مما يلزمهم وعرفوا أكثر مما قد يعرف أي أحد في حياتي فحزنوا لحُزني وبعضهم أشفق علي لهؤلاء أقول شكراً ولمن لا يزال بعيداً عني ولا يعرف الكثير أقول قد ارتحت من همومي وتكفيك هومك ... منذ الأزل وهم يقولون بأن الانسان له صفات مميزة تميزه عن باقي الحيوانات مع وجود تشابه كبير بينهم يميزه عقله والحب الذي يتخذ فروعاً عديدة في حياة الانسان لا أنكر وجود حبّي لكنني آسف لأني لا أستطيع ترجمته لأن الحب بمفاهيمه الحالية إذا أردت أن تفعل أبسط الأشياء لتحب فإنه يتوجب عليك دفع قسط من المال ... هذا ظلم كبير لأبناء الطبقات الفقيرة قد لا أكون قد انتميت إليها في حياتي السابقة لأني أعد من الطبقات المتوسطة لكنن ومع الأسف حين وجدت حبّي وكما هي الحال مع الطبقات المتوسطة المرتجفة إما للبرجزة وإما للفقر كان حظي للأسوأ عندها اكتشفت أني لا أستطيع اسعاد أي شخص في حياتي سواء أكان صديق أو حبّي الضائع

كثيرون يرونني بلا مشاعر ! ... لا أعرف لمَ أبدو هكذا لكن كل انسان له طبيعته وأنا علي أن أكون متماشياً مع أوضاعي لأعكس بعض ما أعيشه وأعاني منه منذ بداية فهمي لهذه الحياة البائسة ... كيف لا تكون بائسة وأنت ترى أحلامك من صغيرها لكبيرها تتحل أمامك أحلام لا تضر البشرية بشيء حتى تُرفض ... أحلام أبسط مما يتخيل الكثيرون قد انهارت لن أتكلم عن أحلامي الكبيرة التي كنت متأكداً من انهيارها ... أحلام بالحرية الأممية والحرية ... هذا ليس تكراراً هاتان هما الحريتان