أنت المخطئ .. ما دام الجميع ضدك

عندما قررت وضع مفاهيمي العامة ... وضعتها تحت عنوان كبير

أنت المخطئ دائماً ... ما دام الجميع ضدك ... بجانبها أيضا وضعت بخطٍ عريض لا تتجاوز

بداية يجب علي أن أعتذر عن غياب قد طال لأسباب كثيرة , لن أذكرها جميعها لكني صنفتها ووجدت أهمها ألا وهو اختفاء النبيذ من حياتي , لن نتكلم اليوم عن النبيذ تحديداً لأنني وضعت له عنواناً بين صفحاتي وأنتظر أنا تفسيراً كما ينتظر الجميع مني تفسيراً لمَ النبيذ تحديداً من بين أنواع لا تعد ولا تحصى , وسؤال آخر يطرأ علي يحيرني لم دنست مشروباتكم الروحية لهذا الحد , قد يكون عنواناً لموضوع جميل لن تكلم كثيراً لأن لدي قائمة من مفاهيمي الجديدة التي أتمنى أنّي إذا أطلعتكم عليها لعلكم تفهمون ولو جزءاً يسيراً من هدوئي من عزلتي من جنوني من عُقَدِي التي لا نهاية لها من مرضي الاجتماعي ... أسموه كما تريدون

إن الصيغة المجملة في الكلام في مفاهيمي المتفرقة هي أنت , وكاف الضمير العائدة عليها فلنبدأ


الصداقة التي تدور في مخيلتك والتي تحلم بها والتي تضعها نصب عينيك ... هي محض كذبة بنظر الكثيرين فلا تحاول فرضها على الذين من حولك واقصر وجودها في عالمك الافتراضي

الصداقة التي تؤمن بها تتشابه إلى حدٍ كبير مع الحب ... فلا تفكر بها ولا تفكر أيضا بجعل من حولك يحبونك بدافع الصداقة لأن الصداقة شيء والحب الذي يتكلمون عنه شيء آخر

هناك العديد من الأشخاص الذين تعتقد بأنهم مستعدون لفعل وتحمل الكثير لأجل إبقائك في أحضانهم ... لكن هذا أيضاً محض كذبة فلم أرَكَ في أحضان أحدٍ منذ فطمت عن الرضاعة

نعم ... أنت الشخص الذي على خطأ ما دام هؤلاء جميعاً يعتقدون بما لا تؤمن به ويوقنون أن ما تفعله يؤول بهم إلى ما لا يصبون ولا يحقق المصلحة التي يريدونها

إن مفهوم الغزل ... العذري منه والغير عذري ... يُصب في كؤوس الحب فقط



إن اعتقادك بأن لك الحق في معرفة كل ما يقوم به أصدقائك قبل قيامهم به واعتقادك بأن من حقك أن تكون في مخططات أصدقائك ... لهو اعتقاد خاطئ أيضاً فإن مفهومهم للصداقة يحتوي جانب يسمى خصوصية

إن مفهوم الخصوصية لدى أصدقائك يشمل كافة الأشياء التي تخولك بأن تناقشهم بما يفعلون هم يفعلون أنت تشاهد هم يخطئون تبقى تشاهد لن يحق لك الكلام لأنك ان فعلت وحاولت تحذيرهم من شيء سيقولون هذه خصوصيتي

إن أفعال أصدقائك لهي نتاج لتفكير عميق منهم ولن تظن للحظة أنك وحدك عميق التفكير والذي يدخل عالماً من الافتراضات حتى لا يقع بالخطأ أو يتفادى الجانب الأكبر من الأخطاء ... ولا تظن أيضا أن أفعال أصدقائك ناتجة عن عواطفهم فقط إنك وحدك العاطفي

إن الصداقة بمفهوم أصدقائك لهي مجرد مصلحة متبادلة ... تبادلها معهم حتى يطلقوا عليك كلمة صديق

إن الغزل لهو موضوع مقعد جداً وكبير للغاية ... لا يجب أن تسمح لعينيك أن تتمادى وتنظر لصديقتك نظرة أنثوية ... كذلك أنتِ صديقتي لا تسمحي لعينييك أن تتبادل نظرة ذكورية مع صديقك المحبب ... لأنك إن فعلت سوف تتحول علاقتكما إلى حب كبير يُفضي إلى فشل إن النظر إلى جمال الأنثى ومصارحتها به لهو أكبر انتهاك لحقوق إنسانيتها وتحويلها لمادة فقط

المرأة قسمان : الأول يتعلق بالروح فقط .. والثاني يتعلق بالجسد فقط

إن القسم الأول منها تختص به الصداقة والعلاقات العابرة

وكما نتصور فإن القسم الثاني ليس موجوداً إلا في عالمك الافتراضي وقبل خلودك إلى النوم ... فكر به كما تشاء ثم نم ثم اصح وكأنك لا تتذكر شيئاً ... ولا تحاول إخراجه للواقع

إن من يسأل أين قد صنفت الحب وبأي قسم يدخل ... ببساطة ولاختصار الكلام الحب يقتصر على العلاقة الروحية وعلى العقل والغزل الغير عذري لأنك لو جعلته عذريا ستهين الحب بذاته وستنتهك حقوق جميلتك الإنسانية ... وتستغلها وتحتقر أنوثتها وتلوث رونقها

لا تحفل يوماً بنفسك فهناك آلاف آخرين ينتظرون حتى يقيموا صداقات مع من تطلق عليهم أصدقاء ... إن أصدقائك نفسهم لا يكترثون حتى إن فقدوك للأبد

لا تحزن كثيراً إن طلب منك أحد أصدقائك أن تتركه أو أن حاول أن يخبرك بذلك ... لأنه لا يعلم بأنك تبكي دماً عند التفكير في تركه وعند جرحك له ... نعم لا يعلم ولن يصدق إن عَلِمْ

إن الصداقة في عالمك الافتراضي هي حلم من لا يحلم ... هي فكر مجنون وتنفيذ عاقل ... صداقتك التي تقدسها وتهب حياتك لأجلها وتهب نفسك لها ولا تحفل إن تأذيت في سبيل إبقائها حية اتركها لأناس غيرك في مكان غير مكانك في زمان غير زمانك

قد يتبادر سؤال ببالك من سنين ألا وهو لماذا لا يخبرني صديقي بأهم المنعطفات في حياته ؟ ... لقد وجدت إجابته لك وبتوقعي سوف تفيدك مستقبلاً

إن من تطلق عليهم مصطلح أصدقاء ما هم إلا أناس لا يميزونك عن غيرك ممن يعرفون قد تكون ممول أحدهم مالياً قد تكون أستاذ أحدهم عاطفياً قد تكون صورة حسنة لوجه أحدهم السيء قد تكون مهرج الكثيرين قد تكون لا أحد بنظر الكثيرين

لهذا فإن كلامهم معك سيقتصر على مصلحتهم معك أو كما يعتبرونك في حياتهم ... إن كثرة كلامك وحديثك الدائم لهم عن بطولاتك وعن أحداث حياتك وتفاصيلها البسيطة منها والكبيرة عن مساوئك عن كل ما يدور بفكرك ... ما هو إلا خطأ جسيم هم ينظرون إليك نظرة شخص غبي لا يعرف متى يصمت ولا متى يتكلم

إن اعتقادك بأن الأصدقاء يجب عليهم أن يكونوا معاً في كل صغيرة وكبيرة في كل مشكلة مهما كانت عامة أو خاصة ويجب على الصديق معرفة ما فعلت بحياتك وما تريد أن تفعل أيضا لهو مجرد رقم في عالمك الافتراضي