في محاولة فهم


بداية علي أن اعتذر عن غياب قد طال ... بعذر احاول اقناع نفسي به ... كلمات وجمل مخيفة تلتف كالطوق حول سنة قد لا تكون مختلفة كثيرا عن كافة سنيني لكن ساحاول اقناع نفسي بانها كذلك ... لن نطيل مقدمة عن شيء ليس بالمهم كثيرا بقدر تقرير ما تريد أن تدرس وتتخصص به وتهب حياتك كاملة له .


لكن اليوم سنبدأ من جديد ونحاول أن نستدرك ما فاتنا من كلام كثير قد نسينا معظمه وقد تغير رأينا كثيرا بمعظمه الاخر قد لاتكون فترة كبيرة لكن بالنسبة لي أظن أنه قد حان الوقت لنقول " لا " لكل شيء ... لنبدأ بنهجنا نحن وليس ما هو مفروض علينا قد نتغير كثيراً بفترة مماثلة لكن من الآن وصاعداً سأكون أنا فقط .

في حديثنا اليوم سأحاول استرجاع كثير من الاقتباسات من اقوال بعض ممن يعتبرون اصول " الشيوعية " لنحاول مواجهة فهم خاطئ قد يعتبره البعض أداة لمحاربتها ... ألا وهو " الإباحية الجنسية "


كثيرون جداً يتهمون الكيان الشيوعي بالاشتراك وبشيوع الجنس ... قد يفهم من كلمة شيوعية من انسان مثقف " شيوع الملكية " لا أكثر ولا أقل لكن الغالبية العظمى من الناس يأخدون منها جانبها الديني , الرافض , ويشغلون انفسهم باشياء تافهة كالارتكاز على مسمى " الاباحية الجنسية " في محاربة ومواجهة الشيوعية ومن ينتمون اليها وحتى من يدافعون عنها وحتى من يحاول الاقتراب منها .

لكن اليوم وبعد جمع ما يسمى بالمادة الاساسية التي تنبني عليها الشيوعية سنحاول فهم ما يسمى بالاباحية الجنسية ووجهة نظر الشيوعيين لها وكيفية الوقوف بوجهها , وكيفية الرد على من يلصقون هذه التهمة بالشيوعيين , ان الاباحية الجنسية او شيوع الجنس او تعدده كلها تقود الى نفس الهدف المنكر من قبل الانسانية قد تحمل العديد من المعاني من المجلات وما تحويها من صور وايضا الافلام والكثير الكثير وتنتهي بما هو المهم بنظر الجميع الا وهو التعدد الجنسي او بمفهوم ابسط الاشتراك في العملية الجنسية سواء اكانت للمرأة أو للرجل .

لن اطيل الحديث كثيرا لانني استغرقت وانا اكتب في المقدمة او بضعة السطور في الاعلى قرابة الشهر او ما يزيد لانشغالي في الجامعات ولعدم اطالة لب الموضوع الا وهو الاقتباسات لن اعلق عليها وسنختصر بقدر الامكان ... فلنبدا



سنبدأ بمؤسّسَي الشيوعية








"مـاركس و آنجـلز" في بيان الحزب الشيوعي


" وإلغاء العائلة ! حتى أكثر الراديكاليين تطرفا تثور ثائرتهم على هذا القصد الدنيء للشيوعيين ,فَعلامَ ترتكز العائلة الراهنة ، العائلة البرجوازية ؟ على رأس المال والتملك الخاص . وهي لا توجد بتمام تطورها إلاّ بالنسبة إلى البرجوازية ، لكنّها تَجد تكملتها في الحرمان القسري من العائلة ، بالنسبة إلى البروليتاري ، وفي البغاء العلني . والعائلة البرجوازية تضمحلّ طبعا باضمِحلال تكملتها، فكلتاهما تزولان بزوال رأس المال .


أتأخذون علينا أنّنا نريد إلغاء استغلال الآباء لأبنائهم؟ هذه الجريمة نعترف لكن تقولون إننا، بإحلال التربية المجتمعية محلّ التربية البيتـيّة، نقضي على أكثر العلاقات حميمية. أليس المجتمع هو الذي يحدد تربيتكم أنتم، أيضا؟ ألا تحددها العلاقات المجتمعية التي تربون في إطارها ؟ ألا يحددها تدخل المجتمع المباشر وغير المباشر بواسطة المدرسة ، إلخ..؟ فالشيوعيون لا يبتدعون فعل المجتمع في التربية.


إنهم فقط يغيّرون خاصيّـته وينتزعون التربية من تأثير الطبقة السائدة. فكلما تمزقت، نتيجة للصناعة الكبيرة، كلّ روابط البروليتاري العائلية، وتحوّل الأولاد إلى مجرّد سلع تجارية ومجرّد أدوات عمل، تصبح التشدقات البرجوازية بالعائلة والتربية وبعلاقات الإلفة بين الآباء والأبناء، أكثر إثارة للتـقـزز. و"لكنكم، أيها الشيوعيون، تريدون إدخال إشاعة النساء" كذا تزعق بنا بصوت واحد البرجوازية كلها.


فالبرجوازي يرى في امرأته مجرَّد أداة إنتاج. وهو يسمع أن أدوات الإنتاج يجب أن تشتغل جماعيا. وطبعا، لا يسعه إلاّ أن يعتقد بأنّ قدَر الإشتراكية سيصيب النساء أيضا. ولا يدور في خلده أنّ الأمر يتعلق، ضبطا، بإلغاء وضع النساء كمجرّد أدوات إنتاج. وللمناسبة، لا شيء أكثر إثارة للسخرية من ذعر برجوازيتنا الأخلاقي المسرف في أخلاقيته، من إشاعة النساء الرسمية، المدَّعَى بها على الشيوعيين.

فالشيوعيون ليسوا بحاجة إلى إدخال إشاعة النساء، فقد وُجدت على الدوام تقريبا. فبرجوازيّونا، غير القنوعين بأن تكون تحت تصرّفهم، نساء بروليتاريتهم وبناتهم، ناهيك عن البغاء الرسمي، يجدون متعة خاصة في أن يتداينوا باتفاق متبادل. فالزواج البرجوازي، في الحقيقة، هو إشاعة النساء المتزوجات. وقصارى ما يمكن أن يُلام عليه الشيوعيون، هو أنهم يريدون إحلال إشاعة رسمية وصريحة للنساء محل إشاعة مستترة نفاقا. وللمناسبة، من البديهي أنه بإلغاء علاقات الإنتاج الراهمة تزول أيضا إشاعة النساء الناجمة عنها، أي (يزول) البغاء الرسمي وغير الرسمي. وفوق ذلك، يُـتَّهم الشيوعيون بأنهم يريدون إلغاء الوطن والقومية. "



"مـاركـس" في كتاب رأس المال


" فالصناعة الكبيرة، باعطائها النساء والاحداث والاولاد من الجنسين دورا حاسما في عملية الانتاج المنظمة اجتماعيا خارج النطاق العائلي، تخلق اساسا اقتصاديا جديدا لشكل اعلى من اشكال العائلة والعلاقات بين الجنسين. ومن الخرق طبعا ان يعتبر بمثابة شيء مطلق سواء الشكل الجرماني المسيحي للعائلة ام الاشكال القديمة الرومانية واليونانية والشرقية التي تؤلف، من جهة اخرى، سلسلة واحدة من التطورات التاريخية المتعاقبة.


ومن البديهي ايضا ان تركيب الهيئة العمالية المختلطة، عن طريق اجتماع افراد من الجنسين، ومن مختلف الاعمار - مع كونه في شكله الرأسمالي العفوي الفظ، حيث العامل موجود من اجل عملية الانتاج وليس عملية الانتاج موجودة من اجل العامل، يؤلف ينبوعا موبوءا للافساد والاستعباد، - ان هذا التركيب يجب ان يتحول، بالعكس، في ظروف مؤاتية ، الى ينبوع للتطور الانساني."






"آنجــلز" في كتاب تعاليم الماركسية

"أن مشاعية النساء علاقة لا يعرفها الا المجتمع البرجوازي وهي تتمثل حاليا بالبغاء . غير ان البغاء يرتكز الى الملكية الفردية ، 

ويزول بزوالها . هذا يعني ان التنظيم الشيوعي للمجتمع سوف يقضي على مشاعية النساء بدلا من ان يغذيها"





وفي أصل العائلة والملكية الخاصة والدولة

"اذا كان التقدم الاول في التنظيم يتألف من حرمان الاباء والاولاد من العلاقات الجنسية المتبادلة . فان التقدم الثاني يتألف من حرمان الاخوة والاخوات منها . ونظرا للتشابه الاعظم في أعمار ذوي العلاقة ، كانت هذه الخطوة الى امام أهم من الخطوة الاولى أهمية لا نهاية لها .

في هذا الاقصاء المتزايد باستمرار لاقرباء الدم من الزواج ، نجد الانتخاب الطبيعي ايضا يظل يفعل فعله . يقول مورغان في هذا الصدد : (كان الزواج بين العشائر غير الاقرباء بالدم ينزع الى خلق نسل اقوى جسما وعقلا . فعندما تندمج قبيلتان اخذتان في الرقي كانت تتسع بصورة طبيعية الادمغة الجديدة والجماجم الجديدة حتى تستطيع احتواء قدرات القبيلتين) . لذلك كان مقدرا للقبائل ذات التنظيم العشائري ان تسيطر على القبائل المتخلفة ، او ان تحملها على الاقتداء بها.

تختلف الاسرة الوحدانية عن الاسرة الزوجية في أن رباط الزواج أمتن جدا فيها ، ولا يعود حله الآن رهنا برضا أي من الطرفين ، بل يصبح الرجل ، كقاعدة عامة ، هو وحده الذي يستطيع الآن حل هذا الرباط وتسريح زوجته. ويبقى حق الخيانة الزوجية مكفولا له عرفا على الاقل (مجموعة قوانين نابليون تمنح الزوج هذا الحق بصراحة مادام لايحضر معشوقته الى منزل الزوجية) ويمارس اكثر فاكثر تبعا للتطور المتزايد الذي يصيب المجتمع . فاذا تذكرت الزوجة العلاقات الجنسية القديمة ورغبت في بعثها عوقبت بشكل أقسى منه في أي عهد مضى.
أعني أنها وحدانية للمرأة فقط لا للرجل . ولا تزال تحمل هذه السمة الى يومنا هذا.

ان الزيجة الوحدانية لم تظهر قط على مسرح التاريخ بصورة وفاق بين الرجل والمرأة ، ولا ظهرت ، على الاخص ، كأسمى شكل لوفاق من هذا القبيل . انها بالعكس ، ظهرت بصورة اخضاع احد الجنسين للجنس الآخر ، بشكل اعلان صراع بين الجنسين غير معروف حتى ذلك الحين في ازمنة ماقبل التاريخ كلها.

ان اول تضاد طبقي يظهر في التاريخ يطابق نشأة التضاد بين الرجل والمرأة في الزيجة الوحدانية ، وأول اضطهاد طبقي يطابق اضطهاد جنس الاناث من قبل جنس الذكور . كانت الزيجة الوحدانية تقدما تاريخيا عظيما لكنها في الوقت ذاته دشنت ، هي والرق والثروة الخاصة ، ذلك العهد القائم الى اليوم الذي يكون فيه كل تقدم تقهقرا نسبيا ايضا ، العهد الذي يدرك فيه بعض الناس مصلحتهم وتطورهم بشقاء الناس الآخرين واضطهادهم ، والزيجة الوحدانية هي الشكل الخلوي للمجتمع المتحضر ، نستطيع ان ندرس فيها طبيعة التضادات والتناقضات التي تتطور تطورا تاما في المجتمع

ان الحب الجنسي في علاقة الزوج والزوجة لا يكون سنة ولا يمكن ان يصبح سنة الا لدى الطبقات المضطهدة ، أي ، في الوقت الحاضر ، لدى البروليتاريا سواء أقترنت هذه العلاقة بالمصادفة أم لم تقترن.

منذ ان نقلت الصناعة الضخمة المرأة من البيت الى سوق العمل والمعمل جاعلة منها في كثير من الاحيان كاسبة قوت البيت ، فقدت آخر بقايا سيطرة الرجل في البيت البروليتاري كل اساس تقوم عليه ربما ، باستثناء تلك البقية من القسوة ازاء النساء ، التي رسخت جذورها مع ادخال الزيجة الوحدانية . لذلك لم تبق الاسرة البروليتارية وحدانية بالمعنى الدقيق ، حتى في حالات أعنف الحب واشد الاخلاص بين الطرفين ، ورغم جميع البركات الروحية والدنيوية الممكنة . ومن اجل هذا ، لايلعب ملحقا الزيجة الوحدانية الابديان التسري والزنى سوى دور تافه هنا ، لان المرأة قد استعادت فعلا حقها في الطلاق ، واصبح الزوجان يفضلان الافتراق اذا تعذر على أحدهما احتمال الآخر . ان الزيجة البروليتارية ، بكلمة مختصرة ، زيجة وحدانية بالمعنى الاشتقاقي للكلمة ، وليست وحدانية بالمعنى التاريخي البتة

نحن الآن مقبلون على ثورة اجتماعية تختفي فيها الاسس الاقتصادية الحالية للزيجة الوحدانية بصورة اكيدة ، كما تختفي أسس متممها ، اي البغاء ، ولما كانت الزيجة الوحدانية قد ظهرت من أسباب اقتصادية فهل تختفي باختفاء هذه الاسباب؟

يمكن الاجابة بحق بالقول : انها ، بدلا من ان تختفي ، سوف تأخذ بالتحقق تحققا تاما . لانه ، بتحويل وسائل الانتاج الى ملكية اجتماعية سيزول ايضا العمل المأجور ، البروليتاريا ، وستزول ايضا ، تبعا لذلك ، الضرورة التي تضطر عددا من النساء يمكن حسابه بواسطة الاحصاء الى الاستسلام من اجل المال . ان البغاء يختفي ، والزيجة الوحدانية ، بدلا من السقوط ، تصبح حقيقة في آخر الامر ، للرجال كذلك
ان الحرية التامة في الزواج لايمكن اذن ان تتحقق بصورة تامة وبشكل عام الا عندما يؤدي الاجهاز على الانتاج الرأسمالي وعلى علاقات الملكية التي خلقها ، الى زوال كل الاعتبارات الاقتصادية الثانوية التي لا تزال الى يومنا تؤثر تأثيرا قويا جدا في اختيار الشريك.واذ ذاك لا يبقى أي دافع للزواج غير الحب المتبادل

وحين تختفي الاعتبارات الاقتصادية التي تضطر النساء الى تحمل خيانة ازواجهن المعتادة لهن قلقهن على معيشتهن ، واكثر من ذلك ايضا ، على مستقبل أولادهن سوف نرى ، بناء على جميع الخبرات السابقة ، ان مساواة المرأة ، التي تتم بهذه الصورة ، ستجعل الرجل وحيد الزوجة اكثر جدا مما ستجعل المرأة متعددة الازواج

لكن الذي سيختفي ، بصورة اكيدة جدا ، من الزيجة الوحدانية هو جميع تلك الخصائص الملتصقة بها نتيجة لنشأتها من علاقات الملكية . وهذه هي أولا : سيادة الرجل ، ثانيا : تعذر فسخ الزواج . ان سيادة الرجل في الزواج ليست الا نتيجة لتفوقه الاقتصادي وستزول من ذاتها مع زواله . وأما عدم امكان فسخ الزواج ، فهو من ناحية ، نتيجة للظروف الاقتصادية التي قامت في ظلها الزيجة الوحدانية وهو ، من ناحية اخرى ، تقليد من العهد الذي لم تكن الصلة بين هذه الظروف الاقتصادية والزيجة الوحدانية قد فهمت فيه على وجهها الصحيح ، ثم بالغ فيها الدين .


لكن تعذر الفسخ هذا قد خرق اليوم من الف جهة . لانه اذا كانت الزيجات المبنية على الحب وحدها اخلاقية ، فان الزيجات الاخلاقية هي فقط تلك التي يدوم فيها الحب ايضا . ومدة دوام دافع الحب الجنسي الفردي تختلف كثيرا باختلاف الافراد . ولا سيما الرجال . والنضوب التام للحب او حلول حب غرامي جديد محله يجعل الفراق نعمة لكلا الطرفين وللمجتمع . غير ان الناس سيكفون شر الخوض بلا طائل في مستنقع اجراءات الطلاق يعني أنجلس هنا أن انجاز الطلاق في المجتمع الشيوعي سيكون سهل يتم بمجرد أن يطلبه أي من الطرفين دون عوائق يضعها المجتمع تمنع او تعيق تحقيقه

ان الاسرة لابد ان تتقدم كما يتقدم المجتمع ، وتتحول تبعا لتحول المجتمع ، كما فعلت حتى الآن تماما . انها ثمرة النظام الاجتماعي وستعكس ثقافته .ولما كانت الاسرة الوحدانية قد تحسنت تحسنا كبيرا منذ بدء الحضارة ، وتحسنا محسوسا جدا في الازمنة الحديثة ، فلا اقل من ان نعتقد بانها قادرة على المضي في التحسن حتى يتم بلوغ المساواة بين الجنسين."






"فلادمير لينين" في كتاب سيرة مختصرة وعرض للماركسية 




ان المشاكل العليا للرأسمالية الحديثة تهيء شكلا جديدا للعائلة ، وشروطا جديدة للمرأة ، ولتربية الاجيال الناشئة. فان عمل النساء والاولاد ، وانحلال العائلة البطريريكية بسبب النظام الرأسمالي يأخذان ، حتما ، في المجتمع الحديث اكثر الاشكال فظاعة واشدها 
تدميرا وتنفيرا .



وفي كتاب حول تحرير المرأة

قالت الرفيقة كروبسكايا :

عندما درس لينين اشكال الديمقراطية البرجوازية عام 1913 حيث يتكشف نفاق البورجوازية ، توقف لينين بوجه خاص عند قضية البغاء ، عند كون البورجوازية تتظاهر بمكافحة البغاء في حين انها تشجع على المتاجرة باجساد النساء وتغتصب اليافعات القاصرات وفتيات المستعمرات . ويعود لينين لبحث تلك القضية في كانون الاول 1919 ويشير الى ان امريكا الحرة المتمدنة تنظم في البلدان المقهورة عمليات شراء النساء لبيوت الدعارة .


فمن بين هؤلاء النسوة يجند الرأسمال عاملات في المنازل مستعدات للقيام باعمال اضافية باجور فاحشة الانخفاض لكي يتمكنَّ من الحصول على قطعة خبز لهن ولعائلاتهن . ومن بين هؤلاء النسوة يحصل الراسماليون في كافة البلاد على العدد الذي يشاؤونه من السراري بابخس ثمن . ان اي استنكار اخلاقي للدعارة لايمكن ان يعمل شيئا ضد المتاجرة بجسم المرأة : فما دامت العبودية المأجورة موجودة فان الدعارة تبقى بشكل لا محيد عنه . ان الطبقات المضطهدة والمظلومة في تاريخ المجتمعات البشرية كانت دائما مجبرة على تقديم العمل غير المأجور للمضطهدين اولا وتقديم نسائهم ليكن سراري للاسياد . ان الرق والاقطاع ، والراسمالية متشابهة في هذا المضمار ، لا يتبدل منها الا شكل الاستثمار ، اما الاستثمار نفسه فيبقى .


الى انيسا ارماند في نفس الكتاب


الرسالة الأولى

صديقتي العزيزة
ارجو منك المزيد من التفصيل في كراستك، وإلا فإن أشياء كثيرة ستظل غير محددة.
أود من الآن أن أعبر لك عن رأيي بصدد نقطة محددة:
إنني أنصحك بحذف الفقرة الثالثة: المطالبة للمرأة بالحب الحر
فهذا ليس بمطلب بروليتاري، وإنما برجوازي !
ماذا تقصدين بذلك ؟ ماذا يمكن أن يفهم من ذلك ؟



1- التحرر من الحسابات المادية في الحب ؟
2- التحرر من الهموم المالية ؟
3- التحرر من الآراء المسبقة الدينية ؟
4- التحرر من النواهي الأبوية ؟
5- التحرر من آراء المجتمع المسبقة ؟
6- التحرر من البيئة الخسيسة الفلاحية، البورجوازية الصغيرة، المثقفة البروجوازية ؟
7- التحرر من عراقيل القانون والمحاكم ؟
8- التحرر من إنجاب الأولاد ؟
9- التحرر من تبعات الحب الجدية ؟
10- السماح بالزنا ؟

لقد عددت كثيرا من النقاط . وأنت لا تقصدين، هذا مؤكد، النقاط من 8 إلى 10، وإنما النقاط من 1 إلى 7، أو شيئاً قريبا من النقاط 1 إلى 7 ولكن ينبغي، بالنسبة إلى النقاط من 1 إلى 7، اختيار صيغة أخرى، لأن الحب الحر لا يعبر دقيق التعبير عن هذا النوع من الاهتمامات. إن جمهور وقارئ الكراسة سيفهمان حتما من الحب الحر شيئا من النقاط من 8 إلى 10، حتى ولم تشائي ذلك. ولأن الطبقات الأكثر ثرثرة والأكثر لغطاً والأكثر بروزا في المجتمع الراهن تفهم بالحب الحر النقاط من 8 إلى 10، لذا فهذا المطلب ليس ببروليتاري وإنما هو بروجوازي. أما بالنسبة إلى البروليتاريا فان النقاط الأهم هي النقطتان 1 و2، ثم النقاط من 3 إلى 7، ولكن ليس هذا هو الحب الحر بحصر المعنى. وليست المسألة ما تقصدينه ذاتيا بهذا. وإنما المسألة مسألة المنطق الموضوعي للعلاقات الطبقية في الحب.
أصافحك مصافحة الصديق !




الرسالة الثانية

صديقتي العزيزة


فيما يتعلق بمخطط الكراسة، وجدت أن مطلب الحب الحر غير دقيق وأنه يُـظهر، بغض النظر عن إرادتك ورغبتك أشرت إلى ذلك بقولي: المسألة هي مسألة العلاقات الموضوعية الطبقية وليست مسألة رغباتك الذاتية في الشروط الاجتماعية الراهنة كمطلب برجوازي وليس بروليتاري.
أنت غير موافقة !



حسناً، لنمحص القضية مرة أخرى.
رغبة مني في التحديد عددت عشرة تأويلات ممكنة ومختمة في شرط صراع الطبقات ولاحظت أن التأويلات من 1 إلى 7، ستكون في رأيي، نموذجية أو مميزة للعاملات، وأن التأويلات من 8 إلى 10 نموذجية بالنسبة إلى البروجوازيات. فإذا كنتِ تنفين ذلك فعليك أن تثبتي ما يلي:



1- هذه التأويلات تأويلات خاطئة وعندها يتوجب استبدالها بأخرى أو رد الخاطئ منها.
2- أو ناقصة وعندها يجب تكميلها.
3- أو أنها لا تنقسم إلى تأويلات بروليتارية وبورجوازية.
وأنت لا تفعلين شيئا من هذا.



وأنت لا تتعرضين إلى النقاط من 1 إلى 7. إذن هل تعترفين بوجه عام بصحتها ؟ إن ما تكتبينه عن بغاء العاملات وتبعيتهن استحالة أن يقلن لا يتفق تماما مع النقاط من 1 إلى 7. وليس هناك من خلاف البتة بيننا حول هذا الموضوع. كما أنك لا تمارين في أنه تأويل بروليتاري. تبقى النقاط من 8 إلى 10.



أنت لا تفهمينها تماما وتعترضين: إنني لا أفهم كيف يمكن إنها كلماتك توحيد ؟ ؟ الحب الحر ؟ ؟ مع النقطة 10.
يتضح إذن أنني أوحِد وأنت على استعداد لتدميري.
كيف ذلك ؟

وأنت بتخليك كليا عن وجهة النظر الموضوعية والطبقية، تنتقلين إلى الهجوم علي، متهمة أياي بأنني أوحد الحب الحر مع النقاط من 8 إلى 10.. هذا رائع.. رائع حقا...
حتى الهوى العابر والعلاقات العابرة أكثر شاعرية ونقاوة من القبل بلا حب المتبادلة عادة بين زوجين. هذا ما كتبتيه. وهذا ما تنوين كتابته في كراستك. مدهش.
هل هذه المعارضة منطقية ؟ إن القبل العارية من الحب التي يتبادلها الزوجين عادة دنسة.

موافق. فبم تردين معارضتها ؟ بقبل مليئة بالحب، على ما يبدو ؟ كلا، أنك تعارضينها بـ الهوى ولمَ لا تقولين الحب العابر لمَ العابر ؟. وينجم عن ذلك منطقيا أن هذه القبل العارية من الحب طالما أنه عابر تتعارض مع القبل العارية من الحب التي يتبادلها الزوجين.

غريب حقا ! أفليس من الأفضل، في كراسة شعبية، معارضة الزواج القذر والدنيء غير القائم على الحب انظري النقطة 6 أو 5 لدي بالزواج البروليتاري القائم على الحب على أن تضيفي، إذا كنتِ تصرين على ذلك، إن علاقة الهوى يمكن أن تكون قذرة أو نقية.
إنني لا أريد الدخول في مناظرة. وكان بودي ألا أكتب هذه الرسالة وأن انتظر مقابلتنا. لكني أرغب في أن تكون الكراسة جيدة، وفي ألا يتمكن أي إنسان من اقتباس جمل محرجة لك منها إن جملة واحد تكفي أحيانا لتكون مثل قليل من العلقم
أليست لك صديقة فرنسية اشتراكية ؟ ترجمي لها كما لو أنك تترجمين من الانكليزية نقاطي من 1 إلى 10 وملاحظاتك على الحب العابر، الخ.

أصافحك،
متمنيا لك أن يخف ألمك من أصداع الرأس وأن تتعافي بسرعة






عن كلارا زيتكن ، ذكرياتي عن لينين


قال لينين 

هناك شيوعية موهوبة تصدر في هامبورغ جريدة للعاهرات وتحاول استجلابهن للعمل الثوري . ان روزا كشيوعية تستجيب للشعور الانساني باتخاذها في احد مقالاتها موقف الدفاع عن عاهرة قادها خرقها لاحد انظمة الشرطة المتعلق بعملها البائس الى السجن . فهؤلاء النسوة جديرات بالشفقة لانهن ضحايا المجتمع البورجوازي مرتين ، فهن اولا ضحايا نظام الملكية اللعين ، وضحايا الرياء الاخلاقي اللعين . وهذا واضح والانسان المجرد من العاطفة والقصير النظر هو وحده الذي يمكنه نسيان ذلك. لكن فهم الموضوع شيء ، وتنظيم العاهرات على شكل فصيلة نضالية ثورية واصدار جريدة تنطق بلسانهن لشيء آخر تماما . اليس في المانيا عاملات في الصناعة يحتجن الى جريدة ويجب اشراكهن في نضالنا . ان الامر يتعلق هنا بمغالطة مضرة ان اعادة العاهرة الى عمل منتج وايجاد مكان لها في الاقتصاد الاجتماعي ، ذلك هو جوهر المهمة



لنرجع الى وضع المانيا الخاص فان على الحزب الا يقف موقفا سلبيا امام تلك الاعمال غير المسؤولة بين اعضائه . ان ذلك يوقع فيه الفوضى ويشتت القوى . وانت ، ماذا فعلت لمنع ذلك؟


ان لائحة اخطائك يا كلارا لم تنته بعد . لقد قيل لي انه خلال امسيات القراءة والمناقشة غالبا ما تثار مع العاملات قضايا الجنس والزواج ويبدو وكأن ذلك يشكل الغرض الاساسي للتربية السياسية وعمل التثقيف . فلم اصدق اذني عندما سمعت ذلك . فبينما تعمل اول دولة لدكتاتورية البروليتاريا على النضال ضد اعداء الثورة في العالم اجمع ، وبينما تتطلب الحالة في المانيا اكبر وحدة لجميع قوى البروليتاريا الثورية لمواجهة الثورة المضادة التي تزداد عداء يوما بعد يوم ، تنكب اكثر الشيوعيات نشاطا على تحليل قضايا الجنس والزواج في الماضي والحاضر والمستقبل .. انهن يعتبرن ان واجبهن الاساسي هو زيادة اطلاع العاملة في هذا المجال ويبدو ان كراس احدى شيوعيات الذي يعالج قضية الجنس كثير الرواج . أية فوضى في هذا العمل !

ان ما يحتويه بالفعل قد قرأه العمال منذ زمن بعيد في كتابات بيبيل ، ولكن ليس بشكل غير مقبول كذلك الذي يحتويه الكراس ، بل بشكل دعاية جذابة ومليئة بالهجوم على المجتمع البرجوازي . إن ذكر فرضيات فرويد يوهم انه يعطي طابعا علميا لذلك الكراس ولكن ذلك في الواقع ليس سوى لخبطة بدائية. فنظرية فرويد هي ذاتها نوع من نزوات العصر

اني لا اؤمن بالنظريات الجنسية التي تناقشها المقالات والتقارير والنشرات ، اي بكلمة ذلك الادب الجنسي الذي لاقى ازدهارا كبيرا فوق قمامة المجتمع البرجوازي . انني اشك باولئك الذين يغرقون دوما وباصرار في القضايا الجنسية مثلما يغرق الفقير الهندي في تأمل سرته . ان هذا الفيض من النظريات المتعلقة بالجنس والتي هي في معظمها مجرد فرضيات ، ترتبط في نظري بحاجة شخصية ، ورغبة في تبرير حياة المرء الجنسية الشاذة والفوضوية امام الاخلاق البورجوازية....ان هذا الاحترام المقنع للاخلاق البورجوازية يثير اشمئزازي تماما مثلما تثيرني تلك الابحاث المرضية في مشاكل الجنس.

ان ذلك العمل ، رغم المظهر الثوري والمتمرد الذي يحاول الظهور به ، هو بالفعل عمل بورجوازي تماما . انه يثار من قبل المثقفين والاوساط القريبة منهم ، ولا يوجد مكان له في الحزب وسط البروليتاريا التي تملك الوعي الطبقي والتي تقوم بالنضال.

يقود اخيرا البحث الناقص وغير الماركسي للقضية؟ انه يقود الى ان قضايا الجنس والزواج لا تبدو كجزء من المسألة الاجتماعية الاساسية بل بالعكس فان مسألة اجتماعية اساسية تبدو شيئا فشيا وكأنها جزء متمم لمسألة الجنس ، ويرد الشيء الرئيسي الى الخلف وكانه امر ثانوي . وهذا لا يضر بتفهم القضية فحسب ، بل ويجعل الفكر والوعي الطبقي للعاملات مبهما بشكل عام.


وبكلمة واحدة انني اتمسك برأي وهو ان ذلك الاسلوب في التربية السياسية والاجتماعية للعائلة خاطئ وخاطئ للغاية كما انني اتساءل كيف استطعت السكوت على ذلك؟ لقد كان عليك التدخل بكل ما عندك من سلطة
ان حركة الشبيبة هي ايضا ملوثة بجرثومة التفسير الحديث لمسائل الجنس ومولعة بها الى آخر درجة .


حسبما سمعت ان تلك المسائل تشكل ايضا المواضيع الدراسية المفضلة في ندوات الشباب عندكم . حتى انه يوجد نقص في المحاضرين حول هذا الموضوع . ان ذلك لعيب فاضح ومسيء للغاية لحركة الشباب إنه يشكل خطرا كبيرا. وقد يسبب التهيج والاثارة في الحياة الجنسية لبعض الاشخاص ويحرض الشبيبة الى تبديد صحتها وقواها. عليكم ان تقاوموا هذه الظاهرة ايضا.

وبالرغم من أنني بعيد عن شخصية الراهب القاسي ، يبدو لي ان ما يسمى بالحياة الجنسية الجديدة للشباب واحيانا حتى عند الناس الناضجين ، تظهر لي غالبا وكأنها بورجوازية صرف او كأنها نوع من بيوت الدعارة.


انت تعرفين دون شك تلك النظرية الشهيرة القائلة بأنه في المجتمع الشيوعي بامكان الشخص ارضاء شهوته الجنسية وحاجاته للحب بنفس السهولة التي يشرب بها كأس الماء . ان نظرية كأس الماء هذه قد اضاعت عقول شبابنا. وقد اصبحت هذه النظرية شؤما للكثير من شبابنا وشاباتنا . ان انصارها يزعمون انها ماركسية فليرحمونا من مثل تلك الماركسية التي ترى ان كل الظواهر والتغيرات في البناء الفوقي للمجتمع تنتج بشكل مباشر وعفوي من القاعدة الاقتصادية وحدها . ان القضية اعقد مما يظنون . لقد وضح شخص يدعى فردريك أنجلس منذ زمن بعيد مثل تلك الحقيقة فيما يتعلق بالمادية التاريخية.



انني اعتبر نظرية كأس الماء الشهيرة غير ماركسية اطلاقا ومعادية للمجتمع فوق ذلك . ففي الحياة الجنسية لا يظهر ما اعطته الطبيعة وحسب بل وكذلك ما تجلبه الحضارة من اشياء وضيعة او سامية . ففي اصل الاسرة يركز أنجلس على اهمية كون الغريزة الجنسية البسيطة قد تطورت وصقلت حتى اصبحت حبا فرديا . وليست العلاقة بين الجنسين مجرد تعبير عن الحركة بين الاقتصاد الاجتماعي والحاجة الفيزيولوجية . ان السعي إلى حصر تغير هذه العلاقات بحد ذاتها في القاعدة الاقتصادية للمجتمع مباشرة بمعزل عن علاقاتها العامة بالايدلوجية كلها لن يكون بالماركسية بل العقلانية . صحيح ان العطش يتطلب اطفاؤه . لكن هل يستلقي الشخص الطبيعي في الظروف الطبيعية وسط الطريق وفي الوحل ليشرب من بركة ماء ؟ او حتى من كأس مست حافته عشرات الشفاه . ان ارواء الظمأ عمل فردي ، بينما في الحب يوجد شخصان عليهما ان ينجبا شخصا ثالثا ، كائنا جديدا . وهذا ذو اهمية اجتماعية ويفرض واجبا تجاه المجتمع ككل

اني كشيوعي لا اشعر باي عطف إطلاقا لنظرية كأس الماء حتى ولو حملت يافطة الحب المتحرر . انها ليست شيوعية ولا جديدة . وربما تتذكرين انه قد دعي اليها في ادب القرن الماضي كتحرر للقلب.


انني بانتقادي هذا لا ادعي نشر التقشف اطلاقا . ان الشيوعية يجب الا تجلب التقشف بل الفرح بالحياة والصحة الاخلاقية التي تؤمنها الحياة العاطفية المليئة . الا انني ارى ان الافراط في الحياة الجنسية وهو ما نلاحظه في ايامنا ، لن يجلب تلك البهجة وتلك الصحة بل يضعفهما. ومن المعلوم ان هذا سيء وسيء جدا في خلال الثورة.

انا لا اضمن الأمانة والصلابة في نضال مرأة تخلط بين مشاكلها القلبية والسياسية ، او رجل يجري وراء المغامرات ويشتبك في مصيدة دجاجة غبية لا لا . ان ذلك مناقض للثورة.


ان الثورة تتطلب من الجماهير ومن الفرد التركيز وجمع القوى . انها لا تتسامح مع حالة التهتك الشبيهة بتلك التي تحياها شخصيات دانونزيو المتفسخة . ان عدم الاعتدال في الحياة الجنسية مرتبط بالطبيعة البرجوازية. انها علامة التدهور ، بينما البروليتاريا طبقة صاعدة ، لا تحتاج الى السكر الذي يخدرها او يهيجها . ولا تحتاج الى ان تثمل بالمجون والكحول . يجب عليها الا تنسى والا ترغب ان تنسى قذارة وسفافة وبربرية الرأسمالية . هذا هو موقف طبقتها وهذا هو مبدؤها الشيوعي الذي يعطيها اكبردفع للنضال . انها تحتاج الى وعيها دوما وابدا . لذلك اعيد فاقول : لا ضعف ولا تبذير في القوى . ان السيطرة على النفس والنظام لايعنيان العبودية . ان هذه المزايا ضرورية في الحب ايضا


ان مستقبل شبيبتنا ليهمني كثيرا .. واذا كانت الظواهر المرضية للمجتمع البورجوازي الشبيهة بالجذور المتفرعة للاعشاب الضارة تهدد بالامتداد الى عالم الثورة ، فمن الافضل التصدي لها مسبقا . ان القضايا التي بحثناها لتنطبق ايضا على المسألة النسائية.
لكنه مازال امامنا الجزء الاكثر صعوبة من مهمتنا ، مهمة اعادة بناء ما تهدم . وخلال إنجازها ستأخذ قضايا العلاقات بين الجنسين وقضايا الزواج والاسرة اهمية كبيرة ايضا . اما الآن ، فناضلوا حيث ومتى يكون ذلك ضروريا ولا تسمحوا ان تفسر هذه الامور بشكل غير ماركسي وان يفسح المجال امام كل اشكال الانحراف والتفسخ الفوضوي ، ها انا الآن وصلت الى ما تريدينه.








مقتطفات من : فكر ماو تسي تونغ وشخصيته ، لستيوارت شرام




وثمة سمة أخرى من سمات شخصية ماو تبرز بسطوع في تقرير هونان، وأعني كراهيته للعراقيل التي تضعها في وجه حرية الفرد أفكار ومؤسسات المجتمع الكونفوشي القديم . ومما له دلالته من وجهة النظر هذه تشديد اللهجة على تحرر المرأة . ولعل اهتمامه بحرية الاختيار في الزواج يعود الى أيام حركة 4 أيار على الاقل ، كما تشهد على ذلك مقالاته عن انتحار فتاة في ريعان الشباب أبت الزوج الذي فرضه أهلها عليها . واليوم ما عاد ماو ذلك النصير للحرية الجنسية ، وقد تم في عام 1951 حذف مقطع بهذا الخصوص من تقرير هونان . ذلك ان الطهرانية سائدة في الصين المعاصرة . ولكن القيود الجديدة التي فرضت على الحب والجنس قد فرضت ، والحق يقال ، باسم الانضباط الثوري . والحقد الذي يكنه ماو للعبوديات القديمة المتولدة عن الدين والأسرة لم يتداع قط ، وما يزال أحد الاهداف الاساسية لسياسته استئصال هذه المؤثرات من شأفتها .




ك.س.كارول ، صين ماو أو الشيوعية الأخرى




هل قبلة السينما ممنوعة في الصين ، الى حد ان لي هسونغ لم يكن لها الحق حتى بعناق زوجها عندما تلقاه بعد فراق عدة اسابيع ؟ الا تكون هذه التطهيرية في تناقض مع ما تسمونه الوضع المعاش ؟


فأجاب المخرج
ليس هذا تطهرا . انه لون من الرصانة نلاحظه منذ ازمان طويلة في بلادنا . في الحقيقة ان الفلم ليس تطهريا مطلقا . فهو يدعو الشباب الى ان يختاروا بانفسهم زوجاتهم او ازواجهن . فهل انه كان ينبغي ان نبين كيف يعانق الرجل المرأة لكي نجعل ما نريده مفهوما؟


الواقع اننا لسنا متفقين على معنى كلمة المذهب التطهيري . فانا لا اتكلم عن حق الزواج وانما عن الحرية الجنسية التي ليس لها وجود في الصين اذ أن مشكلة العلاقة بين الرجال والنساء بكل اشكالاتها البسيكولوجية تموه او تنكر . وكما هو الحال في روسيا الستالينية ، يبدو ان المسائل الشخصية ، وبالتالي المسائل الجنسية ، تنتمي الى عالم الفكر البورجوازي اللعين.



ان هذه الارادة في التبسيط ، الناشئة عن الاعتقاد في اسطورية ((البساطة الاخلاقية والنفسية عند الفقراء)) ، هي اليوم مفيدة للنظام الذي يريد توجيه الشباب نحو ((وظيفيه عائلية)) توافق منافع المجتمع المباشرة . فالفرد قد اعتق اذن من ربقة اسرته الابوية ولكنه يجب ان يمتثل في الحال للمتطلبات الجماعية ولا شك في ان هذا ضرب من التقدم ، لكنه ينتج عن تطور الدور الاجتماعي للاسرة وليس عن تصورات متحررة في الناحية الجنسية.

يمكن اعتبار الصين من الناحية الاخلاقية اشد صرامة ايضا مما كان عليه اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفياتية . والطباع الخليعة تدان بمزيد من القسوة وزنى المتزوج يعاقب من قبل القانون ، وهو ما لم يكن ابدا في الاتحاد السوفياتي.
قبل ان نغادر الصين تمكنا من الحصول على الكتيب الشهير في : الحب والزواج والاسرة ، وقد عثرنا فيه بين تحذيرات اخرى من الطباع الخليعة على هذا التحذير

ينبغي عليك ألا تغازل وتعد بالزواج عدة فتيات في نفس الوقت . ان شابا يفعل هذا لا يتقدم في درسه ولا يحسن في عمله ولا يساهم في الحياة الجماعية مساهمة كافية . بل انه يجازف بالسقوط في الشباك التي ينصبها له العدو في عصر صراع الطبقات ، هذا الذي نعيش فيه


إنه لا يشهر بالطباع السيئة اذن باسم اخلاقية دينية او علمانية وانما لانه يمكنها فحسب ان تعرض توازن المجتمع للخطر . والخطيئة لا تقود في الصين الى الجحيم ولكنها تسهل المهمة لشيطان سياسي : للايديولوجية البرجوازية والاقطاعية التي تهدد بصفة دائمة الجماعة والتي يجب ان يحترز منها كل فرد.



فلنتحد مع سائر القوى المناهضة لليابان ولنكافح المتعنتين المعادين للحزب الشيوعي

وان منطقة حدود شنشي قانسو نينغشيا هي أكثر المناطق تقدما في البلاد كلها ، فهي قاعدة ديمقراطية مناهضة لليابان ، ليس هنا أولا موظفون فاسدون ، ثانيا لا طغاة محليون ووجهاء أشرار ، ثالثا لا قمار ، رابعا لا عاهرات ، خامسا لا محظيات ، سادسا لا متسولون ، سابعا لا أفراد يتكتلون من أجل مصالحهم الأنانية ، ثامنا لا جو من الخمول وفتور الهمة ، تاسعا لا أشخاص يعيشون على اثارة الاحتكاك... يعني ذلك أن بعض الكومينتانغيين كانوا يحترفون مكافحة الحزب الشيوعي... عاشرا لا أشخاص ينتفعون بالمحنة التي يعانيها الوطن لاقتناء الثروات الواسعة ، فلماذا اذن الغاء منطقة الحدود؟



عشر مطالب موجهة الى الكيومنتانغ

عزل الموظفين الفاسدين . يوجد هناك من جمع أموالا هائلة تبلغ مائة مليون يوان باستغلال محنة الوطن منذ بدء حرب المقاومة وهناك أيضا من يتخذ محظيات كثيرات يبلغ عددهن ثمانية أو تسعا... يقصد هنا تشيانغ دينغ ون القائد العسكري الرجعي الكومينتانغي في شيآن حينذاك..فالتجنيد واصدار السندات الحكومية والاشراف الاقتصادي واغاثة منكوبي الكوارث الطبيعية واللاجئين ، كل هذه قد أصبحت فرصا لاغتنام الأموال بالنسبة الى الموظفين الفاسدين . ولما كان في أرض بلادنا هذا القطيع من الذئاب فلا غرابة أن صارت شؤون الدولة في فوضى مطبقة . ولقد بلغ استياء الشعب وسخطه كل مبلغ ولكن ما من أحد يجرؤ على فضح طغيانهم . وفي سبيل انقاذ الوطن من الانهيار لا بد أن تتخذ بحزم تدابير فعالة لعزل جميع الموظفين الفاسدين . هذه هي النقطة الثامنة التي نأمل منكم قبولها والعمل بها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق