غربة

غريب



في كل مرة أرى فيها صورة لك أو كلمة منك أحس بأن كل من في هذا العالم يحاولون اننزاع قلبي من مكانه، أحس بثقل الهواء على صدري وكأنني نسيت كيف أتنفس

لم يعد أي مقدار من الكحول كافياً لتناسيك لذا قد تركت كل أشكاله لأترك  قلبي يرتجف وعقلي يجن في محاولة لإدراك ما حدث، ولم أنا ها هنا وحدي بعد كل هذه السنين، بعد كل ذلك الحديث في مراهقتي عن عشق أفلاطون والحب المقدس وبناء العائلة المرتكزة على الصدق قبل الحب

لا آمال لدي حتى أستيقظ كل صباح ولم يعد هناك شغف لما هو قادم، لقد فشلت فشلاً ذريعاً فى كل علاقة  دخلت بها، نعم لم أكن يوماً ذاك الإنسان الإجتماعي لكني لم أخن يوماً ولم أكذب حتى في أبسط الأمور الحياتية

لو استطعت البكاء لارتحت قليلاً 

من لم يحب قط يخشى دوماً الإعتراف بم يشعر به

أنا غريب عن هذه الدنيا لدي بعض من الأفكار المتطرفة في تقديسها للإنسان، أنا مكتئب وحزين من واقعي وظروفي السيئة، أنا خجول جداً ولم أجد الطريق لإنشاء أية علاقة ناجحة،  أنا أخشى عاطفتي وأخاف أن أخذل عند مصارحتي لك بولهي بك وبكل ما يجول في خاطري عن بناء حياتي المثالية معك، نعم من السهل جداً أن تبني حياتك مع غريب آخر لكنك لا تعرفين ما مررت به حتى أصنع لك كياناً في داخلي و مكاناً فى روحي، لن تدركي يوماً كم العواطف التي أحملها تجاهك، كل تلك العواطف مع غرباء الدنيا تموت إلا ما أكنه لك من وله، لم ولن يحبك أحد مثلي

لم يعد لي وطن في هذا العالم وأخشى ما أخشاه أن لا وطن لي بين يديك أيضاً

هذا ليس شوقاً إنه الخوف من فقدانك للأبد

غريب



إني الآن أحتاج لتلك الأنثى التي تصلح مشاعري وتبني لي شغفي من جديد
ولا أحتاج لتلك التي تلومني لعدم قدرتي على الحب
نعم أنا لا عرف كيف أحب وكيف أعبر عن مشاعري
عشت معظم حياتي مكبوتاً وخجولاً ممن حولي
لا أتكلم هنا عن التعبير عن الحب بالكلمات والحديث المباشر بل عن التصرفات وردات الفعل
كان شغفي كبيراً بالحب عندما كنت صغيراً
لكن الآن لا أملك القدرة على القيادة أو المبادرة في الحب
نعم أملك كماً هائلاً من المشاعر لكنها لن تصبح واقعاً وأخشى أنها دفنت عميقاً حتى أصبح من المستحيل استعادتها

الخوف هو سبب ضياع شغفي، الخوف على علاقتي معك والخوف من فشلها
أنا لا أحتمل مزيداً من الإخفاقات في علاقاتي الاجتماعية ولا مكان للأشخاص الخطأ في حياتي
لا أملك إلا علاقات الصداقة، نعم لم أملك حباً طيلة حياتي بسبب اختياراتي السيئة وبسبب الحالة السيئة التي أعيشها

الحب هو المكان الوحيد المصرح لك بفعل أي شيء فيه دون خوف ولا أعتقد أن بإمكاني خسارة علاقاتي لأجل الحب لأننا في هكذا مجتمع نعطي للحب مفاهيماً عجيبة ومغلوطة تجعل منا كارهين لبعضنا عند انتهائه ولم يصب الحب المتعارف عليه هنا ليصل أدنى مفاهيم الصداقة باعتقادي
نعم لم أؤمن يوماً بحتمية انتهاء أي علاقة كانت دون أسباب كارثية، فكيف بالحب السامي! أوكيف نقبل بانتهائه؟! 

أعليّ الاندماج في هذا المجتمع بمفاهيمه الخاطئة؟! ومن ثم محاول تغير ما استطيع تغيره
أعليّ القبول بمفاهيم الصداقة والحب هذه؟! لأن مفاهيمي ليست واقعاً بل هي مجرد أفكار من عالم آخر
عالم أكثر مثالية عالم يقبل كل التصرفات البشرية فقط لأنها "تصرفات بشرية" 

لكل معضلة حل وأنا احتاج لمن تساعدني على إصلاح ما حطمته سنين من الكبت والاختيارات السيئة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق