جرعة نيكوتين


حوار في كتاب جرعة نيكوتين



- في الحقيقة أود الاستفادة من تجاربك الحياتية.. سمعت عنك الكثير..

- حسنا تفضلي.. سأجيب عن سؤال واحد فقط.

- حسناً.. أظن أن إجابة هذا السؤال كفيلة بإجابة عدة أسئلة معاً.. لماذا تهوى الجلوس وحيداً..؟

- أشعر بارتياح بعض الشيء بمفردي.. لا أهتم بشيء ولا انتظر شيئاً.. لا يغريني هذا العالم القذر للتعايش معه.. الحرب تسود العالم.. النفاق يسيطر على كل شيء.. المزيد من القتل والبؤس والكذب.. عالم بشع بما تحمله الكلمة من عمق.. الجميع مهووسون بأشياء بدائية لا قيمة لها.. (الجنس.. المادة.. السلطة.. النفوذ.. السيطرة.. الحرب) عالم سخيف سخيف جداً.. مجرد شخصيات فارغة تحاول إشباع رغباتها وفطرتها الشنيعة فوق أكتاف الضعفاء منا. أنا لم أتجاوز التاسعة والعشرين من عمري لكن ما رأيته من هذا العالم يكفيني للانعزال عنه.. لماذا يجب علينا معاشرة كل هذا البؤس والنفاق؟ لقد صُعقت من أهوال الحياة.. لست جديراً بتحمل المزيد من الصفعات المميتة.. فقد أعلنت اعتزالي هذا العالم البائس.. لقيت أيقنت بعد هذا العمر أن الجلوس بمفردي مع فنجان قهوة والتأمل في دخان سيجارتي المتطاير في الهواء يكفيني للسمو.. هنا فقط أشعر بالسمو.. هنا يغريني الموت وهنا أداعبه..!



هذا النص من كتاب جرعة نيكوتين

للكاتب محمد طارق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق