لا أحد

أصدقائي الأعزاء ... بدمعٍ قد جف ... بحبٍ قد مات ... مع كل دمعة سقطت مني ... مع كل ابتسامة قد فارقتني

أحييكم بتحية معطرة بما تبقى من حبي لكم ... أعرف أنكم لم تشتموا للآن رائحتها لأني حبي لكم قد مات قد قتلتموه بكذبكم بخيانتكم بحقدكم بمرضي بحزني بتفاهتي بجنوني بعيوبي بتخلفي بصراحتي بانفعالاتي بكل ما كان لي ..... أما الآن فلم يعد لي شيء عندكم

اعذروني على تبعثر أفكاري وعدم تنظيمها لهذا اليوم لأنني مشوش جداً ... عندما اعتقدت بأنكم تحبّونني وعشت حياتي تحت رحمة حبكم لي كنت مغفلاً ... لم لا أكون مغفلاً وأنتم تكذبون الكذبة الواحدة علي مئة مرة ولا أدركها ولا أفكر تفكيراً بأنكم قد تكذبون وأقول في نفسي بأنكم قد تصْدِقون هذه المرة ... غاليتي روعـَــة يا من نسيت أقلامي ونسي عقلي وحتى نسيت أحلامي من أن تذكرك ولو ... كنت أحبك كنت أرتاح بك كنت أعيش لك ومعك كنت لا أطيق نفسي بدونك ... يا من جعلتني إنساناً له مشاعر ... يا من كنت بك مشـآعر إنسـآن

اعذريني عزيزتي على كل ما بدر مني في الآونة الأخيرة فأنا لم أعد ألجأ إليكِ عندما أحزن ... اعذريني فلا يخطر ببالي في ليلي الحالك أن أضيء شمعة عينيكِ في سماء غرفتي لتنير طريقي ... وتبسط أجنحة السعادة علي ملائكتك ... اعذريني عزيزتي فأنا أخونك ولا تدرين ... أخونك مع نفسي الآن أخون غريب أيضا

غريب صديقي الوفي ... لا تنسني قد أحتاجك يوماً قد أحتاج لعصاك لأتكئ عليها ... هناك بعيداً أرى حزني هناك على وجه مرآة في السماء تعكس شعاع الشمس يطلقون عليها القمر ... يا قمري العزيز قد تتذكرين روعتي قمري قمر حبي قمر عشقي قمر هدوئي سكون ليلي لكن الآن أنا أرى قمر حزني قمر كذبكم قمركم

قد يحتج أحدهم الآن ويقول بأني سأكتب لروعة لأنني انفصلت بروحي عنها لكن لا ... أصدقائي الأعزاء تكمن مشكلتي بأني أحبكم قد قالها البعض لكن ليس بهذه الطريقة ... قالوا بأني أحبهم أكثر من حبهم لي ... لكنني سأريحكم من حبي لأنني لا أريد من اليوم أي أحد يقول لي أنا أحبك وهو لا يفعل أنا من اليوم لست مغفلاً كنت مغفلاً نعم صدقت الكثيرين نعم لكن لا اليوم لا

أصدقائي الأعزاء يا من تجدون مئة طريقة وطريقة لتلتفوا بها على عقلي وعلى معتقداتي وعلى تقاليدي البالية لكي تحصلوا على أعز ما أملك لكي تحصلوا عليها ... أيضا من اليوم لن تحصلوا عليها لن تحصلوا علي أنا ولن تحصلوا على غريب ولن أسمح بوجود أحد منكم في حياتي ... حياتي معها حياتي مع نفسي حياتي معهم ... صدقاً أنا لا أحب أحداً صدقا قد أحببت روعـَـة قد أحببتك أنت قد أحببتكم جميعاً لكن الآن اعذروني أنا لا أحبكم ... هناك بعيدا كان يعتقد أحدهم بأن كافة الناس من أصدقاء من أقارب من أهل من أناس عاديين هم مجرد نسخة طبق الأصل عن الشياطين وهو وحده ملاك ... لو كنت معه الآن لقلت له بأنه صديقي وأنه على حق تماما في كل كلمة يقولها وبأنه قد وصفكم بالوصف الذي أريده أنا وسأفسر ذلك أيضا

ما يقوله صحيحٌ تماما لأنه يحب الكثيرين ولا يكره أحدا لأنه كان يعتقد بأنهم ملائكة مثله ... صحيحٌ لأنه يهب روحه لأصدقائه ومستعد ليهب جسده لها ... صحيحٌ لأنها تكابر بنفسها وتتعدى على الحب ولا تستطيع أن تمسك يده وتهمس في أذنه وتقول أنا أحبك ... لأنه لا يستطيع أن يعطي نصف جهده ليساعده ليكون بجانبه حتى في أحلك الأوقات

عندما يكون ما يقوله صحيح يكون ملاكاً بحق يكون قادرا على حب الجميع ولا أحد قادر على حبه لأن لا أحد مستعد للتضحية من أجله ... لنتوقف قليلا ألا يحوي الحب كلمة التضحية في قاموسه التضحية بكل شيء ... وان كان يشمل كل شيء ألا يشمل تنازلا بسيطا عن جزء من الجسد قد يكون مصدر راحة لكلا الطرفين ... ألا يشمل الحب الجسد والتضحية به ... وان لم تعجبكم تضحية فهي حب لأنني لا أعتقد أن سذاجتكم وحدها كفيلة بإعطائكم الحق في وضع أسس عامة للحب الذي لم يوجد لكم فقط الحب حب للروح وحب للجسد ... لا تقولوا لا لأن صديقنا قد تنازل عن هذا المطلب الآن صديقنا يطلب حضنا ويدين يلتفان عليه حين يحزن يطلب بضع لمسات على وجهه حين ينام يطلب قبلة مليئة بالحنان حين يمرض ألا يحق له عندما يمرض بأن يجد القليل من الراحة ... صديقنا قد تنازل عن أكبر شيء والذي تعتقدون أنه الجنس فقط إن كان فكركم للجنس سيء فصديقنا وكما يقول قد تنازل عنه لأجلها لأجل راحتها ... بمرارتكم بمرارة حسكم قد تناساه وتناسى إنسانيته أيضا

الآن يريد صديقنا مطالباً بسيطة قد تكون بداية لحياته العاطفية يريد راحة يد تمسح دموعه ... يُرِيْدُ زَوْجَيْنِ مِنَ الْوَسَائِدِ الْحَرِيْرِيَّةِ لِيَمُوْتَ عَلَيْهِمَا ... هذا جُل ما يطلبه الآن ... لكن صديقنا الآن بحيرة من أمره لا يجد من يحبه لا يجد حضنا لا يجد يداً لا يجد أحداً

أنا الآن أيضا لا أجد أحدا نعم لا أحد ... لي أصدقاء أو كما تسمونهم أصدقاء نعم لي الكثير منهم لكن من تسمونهم أصدقاء لا يحبون إلا أنفسهم لا يريدون إلا مصالحهم لا يكترثون حتى لمشاعرك عندما يدوسون عليها لا يريدونك أن تفرح كثيراً ... نعم لي أصدقاء نعم يوجد في حياتي روعة وروعة والعديد منهن لكن لا أحد ... عندما أطلقت عليك اسم روعة لم أعنِ به شكلا لم أعن به جمالك لم أعن به أنت ... قد عنيت به تضحيتك قد عنيت به حنانك قد عنيت به صدقك وفائك يداك كلامك شفقتك راحتي معك وراحتك معي ... قد عنيت به الأنثى التي تنام داخلك

أطلت كثيرا بحديثي ... مر يوم ولم أجدك وسيمر يوم آخر ولن أجدك بصدق أنا لا أريدك بعد اليوم لا أريدكَ أنت ولا أريدكِ أنتي ... لا أريد أحد ... أريد نفسي أريد مرضي أريد حزني أشتاق لدموعي أشتاق لاشتياقي أشتاق لفرحي أشتاق لكيانك الذي لم أمْسَسْه يوماً ... أنا هنا لكنك لست هنا لا تردين أن تكوني هنا لا أعرف لماذا لكنني أعرف بأني لم أجدكِ بعد